الخميس 1 مايو 2025 05:34 صـ 4 ذو القعدة 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

والدة الأكاديمي المختطف الدكتور يوسف البواب تُفارق الحياة بعد ثماني سنوات من المعاناة والانتظار

الخميس 1 مايو 2025 03:18 صـ 4 ذو القعدة 1446 هـ

في مشهد مأساوي جديد يعكس بشاعة الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي الإرهابية ضد المدنيين، لقيت والدة الأكاديمي والباحث الدكتور يوسف البواب حتفها اليوم الأربعاء، بعد معاناة طويلة استمرت ثماني سنوات من البحث عن أثر لابنها الذي لا يزال مختطفًا في سجون المليشيا دون محاكمة أو تهمة واضحة.

وأكدت مصادر حقوقية أن والدة الدكتور يوسف البواب، أستاذ اللسانيات بجامعة صنعاء، فارقت الحياة وقلبها مملوء بالحزن والألم، وهي تناجي الله أن يريها ابنها الذي اختطفته مليشيا الحوثي في ظروف غامضة قبل أعوام، وظل رهن الاعتقال التعسفي ضمن ما يُعرف بـ"قضية الـ36"، وهي قضية شكلت مصدر قلق دولي واستنكار واسع من قبل منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية.

وقد أثارت وفاة الأم موجة تعاطف واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث توالت الرسائل الحزينة والمستنكرة من نشطاء وحقوقيين وأفراد المجتمع، الذين عبروا عن تضامنهم مع عائلة البواب، وطالبوا بالإفراج الفوري عن الدكتور يوسف وجميع المختطفين في سجون المليشيا الحوثية، معتبرين أن استمرار هذه المأساة يُعد دليلًا إضافيًا على انتهاكات الجماعة المنفلتة من كل القيم الإنسانية والدينية.

وتزداد آلام الأسرة مع مرور الأيام، فقد خرج الأب والعائلة في وقت سابق بمظاهرات احتجاجية، وتناقلت وسائل الإعلام صورهم ونداءاتهم المستمرة دون أن تحرك الجهات الدولية المعنية ساكناً، ما يشير إلى حالة الصمت الدولي المقلق تجاه آلاف الحالات المشابهة.

الجدير بالذكر أن مليشيا الحوثي كانت قد اختطفت الدكتور يوسف البواب في العاشر من شهر رمضان عام 2016 (الموافق 20 أبريل)، أيديولوجياً وتغتيبه بعيدًا عن عائلته وطلابه وأصدقائه، وذلك عقب خروجه من أحد المساجد في العاصمة صنعاء، ضمن حملة اعتقالات موسعة طالت العشرات من الأكاديميين والنشطاء والمعارضين السياسيين، في إطار سياسة القمع والتكميم الممنهج للآراء المخالفة.

ويعيد هذا الحدث المؤلم إلى الأذهان واقعة وفاة والدة الناشطة السياسية رباب المضواحي، التي توفيت قبل أشهر أيضًا تحت وطأة نفس الألم والانتظار، بعد اختطاف ابنتها على يد ذات المليشيا، والتي لم تسلم حتى النساء العاملات في مؤسسات دولية من بطشها وإجرامها.

وفي ظل تصاعد الانتهاكات الحوثية وتنامي عدد الضحايا من المعتقلين والمختطفين، تبقى الحاجة ملحة إلى تحرك دولي حقيقي وفاعل، يكون له دور رادع أمام هذه الجرائم المتكررة، ونزيف الآلام الذي ينهش في قلوب الأمهات والأبناء، وفي كيان المجتمع اليمني بأكمله.