الجمعة 9 مايو 2025 05:52 مـ 12 ذو القعدة 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

مدينة بصحراء الربع تظهر ليلاً وتتبخّر مع الفجر.. تعرف عليها

الجمعة 9 مايو 2025 12:40 مـ 12 ذو القعدة 1446 هـ
مدينة غامضة في صحراء الربع الخالي
مدينة غامضة في صحراء الربع الخالي

في عام 1932، قرر ثلاثة رحالة يمنيين الانطلاق في مغامرة جريئة عبر أعماق صحراء الربع الخالي، بحثًا عن طريق تجاري بديل يختصر المسافات بين حضرموت والمناطق الحدودية للسعودية. لم يكن أحد منهم يتوقع أن رحلتهم ستتحول إلى واحدة من أكثر الروايات غموضًا وإثارة في تاريخ الجزيرة العربية. فمع حلول الليل، وبينما كانوا يستعدون للتخييم، لاحظوا وهجًا بعيدًا عند الأفق، أقرب إلى أضواء مدينة نائية وسط صحراء لا يُعرف لها حدود.

المدينة التي لا تُشبه شيئًا

حين اقتربوا بحذر، انكشفت لهم معالم مدهشة: مدينة قائمة بذاتها، ذات قباب لامعة ومآذن عالية، تبدو مضاءة بالكامل دون أن يصدر منها صوت واحد أو أي علامة على وجود حياة. لم تكن هناك طرق أو قوافل أو حتى دخان نار، لكن الأبنية كانت تشع ضوءًا ساكنًا. الأكثر غرابة أن الرمال المحيطة بالمدينة كانت باردة رغم أنهم عبروا تحت شمس الظهيرة الحارقة. حاول أحدهم الاقتراب، لكنه شعر بقوة غير مرئية تعيده للوراء، كما لو اصطدم بجدار من الهواء.

اختفاء بلا أثر

قرر الثلاثة أن يقيموا معسكرًا على مسافة قريبة بانتظار شروق الشمس، لعلهم يستطيعون دخول المدينة في وضح النهار. لكن حين بزغ الفجر، لم تكن هناك مدينة. اختفت كليًا، ولم يتبقَ إلا دائرة ضخمة من الرمال المتفحمة، وكأن شيئًا خارقًا مر من هنا. لم يجدوا قبة، ولا مئذنة، ولا حتى أثرًا بسيطًا يُثبت ما رأوه. المكان كان صامتًا... مرعبًا... وغامضًا.

تحذير ما بعد العودة

عاد الرجال الثلاثة إلى حضرموت محمّلين بالذهول والخوف. ظل أحدهم صامتًا لفترة طويلة، ثم بدأ يتحدث بكلمات غريبة، لا يفهمها إلا بصعوبة. وكان يردد عبارة واحدة حتى فقد عقله تمامًا قبل وفاته: "لا تدخلوا مدينة الخفاء... إنها ليست لنا!" أما عائلته، فرفضت الحديث عن الحادثة إطلاقًا، وتحاشى سكان المنطقة ذكر ما جرى، وكأن الجميع قرر نسيان ما حدث، أو على الأقل عدم الاقتراب منه مجددًا.

أسطورة أم حقيقة؟

تطابقت تفاصيل الرواية مع بعض الحكايات القديمة عن مدينة "إرم ذات العماد"، التي قيل إنها دُفنت تحت رمال الربع الخالي بعد أن عُوقبت بسبب طغيان أهلها. هناك من يؤمن أن ما شاهده الرحالة كان تجليًا من عالم آخر، ربما بوابة إلى عالم الجن، تظهر في أوقات معينة وتختفي دون أثر. وفي قرى حضرمية معينة، ما زال يُطلق على تلك المنطقة اسم "اللمعة"، ويُحذّر السكان من التوجه نحوها، بينما تُظهر خرائط استكشافية قديمة فجوة غريبة في تلك المنطقة، وكأن أحدًا تعمّد إخفاء ما فيها.