الجمعة 9 مايو 2025 01:29 صـ 12 ذو القعدة 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

وسيط أم ممر سري؟ تقرير أمريكي يكشف دور سلطنة عمان في دعم الحوثيين!

الجمعة 9 مايو 2025 12:25 صـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
وفد عماني يلقتي قيادات حوثية بصنعاء - أرشيف
وفد عماني يلقتي قيادات حوثية بصنعاء - أرشيف

في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع من المكتب البيضاوي، وقف جميع عمليات القصف ضد جماعة الحوثي في اليمن، وذلك بعد أسابيع من ضربات مكثفة استهدفت مواقع تابعة للجماعة التي تصنفها واشنطن كتنظيم إرهابي. وبرر ترامب قراره بالقول: "الحوثيون لا يريدون القتال... وسنحترم ذلك. سنوقف القصف"، رافضًا الإفصاح عن الجهة التي نقلت له هذا التأكيد، مكتفيًا بالقول بابتسامة إنها "مصدر جيد جداً".

لم تمضِ ساعات حتى جاء التأكيد من سلطنة عمان، التي أعلنت على لسان وزير خارجيتها بدر البوسعيدي، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين. وقال في بيان عبر منصة "إكس": "لن يستهدف أي من الطرفين الآخر مستقبلاً، بما في ذلك السفن الأمريكية، في البحر الأحمر ومضيق باب المندب"، مشيرًا إلى أن الاتفاق جاء نتيجة جهود وساطة عمانية حثيثة بالتعاون مع الجهات المعنية في صنعاء وواشنطن.

هذا التطور المفاجئ، وإن رحبت به بعض الأوساط السياسية باعتباره انفراجة محتملة في أحد أكثر ملفات المنطقة تعقيدًا، قوبل بتحذيرات من خبراء أمنيين يرون في الخطوة مخاطرة قد يستغلها الحوثيون لإعادة ترتيب صفوفهم وتصعيد تهديداتهم.

وفي تقرير حصلت عليه "فوكس نيوز ديجيتال" قبيل إعلان ترامب، تحت عنوان "تحدي الحوثيين: صياغة استراتيجية لهزيمة الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران في اليمن"، حذر الباحث في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" آري هاينستاين من أن الجماعة لن تلتزم طويلاً بوقف إطلاق النار، وأن إيران ليست وحدها في دعمها، بل إن سلطنة عمان نفسها، بحسب التقرير، تلعب دورًا محوريًا في تسهيل عمليات تهريب الأسلحة للجماعة.

وأوضح التقرير أن عمان سمحت باستخدام أراضيها كمعبر رئيسي لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، إضافة إلى مرور هذه الأسلحة عبر موانئ صغيرة أو عبر الحدود البرية. كما لفت إلى تورط مؤسسات مالية عمانية خاصة وشركات تجارية في دعم اقتصاد الحوثيين وتوفير الموارد التي تمكنهم من مواصلة أنشطتهم المسلحة.

ويقول جوناثان شانتسر، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والمحلل السابق في وزارة الخزانة الأمريكية، إن "ادعاء عمان لعب دور الوسيط المسؤول بينما توفر ملاذًا للجماعة، أمر يتنافى مع المنطق"، داعيًا إلى تشديد الرقابة الدولية على دور مسقط في هذه القضية.

كما أشار التقرير إلى أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها إسرائيل على ميناء الحديدة ومطار صنعاء تُمثل نموذجًا لضغط عسكري فعّال يجب أن يُستكمل بخطوات سياسية واقتصادية. ووفق هاينستاين، فإن "العمل العسكري وحده لا يكفي"، بل يجب صياغة استراتيجية شاملة تتضمن أدوات دبلوماسية ومالية وإعلامية أيضًا.

ويحذر التقرير من أن الحوثيين اعتادوا على استغلال فترات التهدئة – كما حدث في فترات الهدنة مع السعودية – لإعادة التسلح والتنظيم، مضيفًا أن أي اتفاق هش لوقف إطلاق النار دون خطة طويلة الأمد، سيمنح الجماعة الإرهابية المساحة للتصعيد والتهدئة بما يخدم مصالحها.

ويختتم هاينستاين تقريره بالقول: "وقف الهجمات على الشحن البحري إنجاز مهم فقط إذا جاء ضمن استراتيجية أوسع، أما إذا كان جوهر السياسة الأمريكية الجديدة، فإنه قد يفتح الباب أمام تهديد أكثر تسليحًا وتنظيمًا في المستقبل القريب".

هذا التحول المفاجئ في سياسة ترامب، وما كشفته الوثائق والتقارير الموازية، يطرح أسئلة جوهرية حول فعالية التحالفات الإقليمية، وحدود الدور العماني، وما إذا كانت واشنطن تسير بالفعل نحو تسوية... أم نحو فخ تهدئة مؤقتة يُخفي نيرانًا قد تتقد قريبًا من جديد.