الخميس 8 مايو 2025 04:52 مـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

صمود أسطوري في لواء رفح .. كتائب القسام تُفشل مخططات الاحتلال بغزة

الأربعاء 7 مايو 2025 11:25 مـ 10 ذو القعدة 1446 هـ
كمائن القسام ضد جيش الاحتلال
كمائن القسام ضد جيش الاحتلال

مقاومة تُفشل "تفكيك رفح".. والرد يأتي من الميدان.. مع إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نيّته "تفكيك" مدينة رفح وتحقيق "انتصار حاسم" فيها، جاء الرد سريعًا من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة "حماس"، عبر سلسلة من العمليات المركبة التي استهدفت قوات الاحتلال داخل المدينة، موقعة خسائر في الأرواح والعتاد، ومؤكدة أن رفح ليست لقمة سائغة، بل ساحة صمود أسطوري ومقاومة منظمة.

كان نتنياهو قد صرح في كلمة رسمية قبل أيام قائلاً: "من رفح إلى جبل الشيخ حتى تحقيق النصر"، في محاولة لرفع معنويات جمهوره وإظهار أن المعركة تتجه نحو الحسم. لكن الرد العملي من المقاومة قلب المعادلة، وفضح هشاشة هذه الادعاءات.

عملية مركبة تُربك حسابات الاحتلال

في مساء الجمعة، أعلنت "القسام" عن تنفيذها عملية معقدة غرب مدينة رفح، حيث تم استدراج قوة إسرائيلية مكونة من أربع جيبات "همر" وشاحنة عسكرية إلى كمين محكم. تم تفجير عبوات ناسفة تحتها، ثم وقع اشتباك مباشر من مسافة صفر، أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود.

لم تمضِ 24 ساعة حتى أعلنت الكتائب عن عملية نوعية أخرى في حي الجنينة شرقي رفح. هذه المرة، تم استدراج قوة هندسية إلى عين نفق مفخخة مسبقًا، وتمت المباغتة والاشتباك المباشر، ما أدى إلى مقتل ضابط وجندي من وحدة "ياهالوم" الخاصة، وجرح أربعة آخرين، حسب اعتراف رسمي من جيش الاحتلال.

تفاصيل عملياتية تفضح الاختراق الأمني

وأوضحت "القسام" أن مقاتليها رصدوا قوات العدو منذ لحظة تحركها، وتعاملوا معها وفق خطة دقيقة. بعد التفجير، تم استهداف دبابتين بقذائف "الياسين 105"، وتم رصد محاولات الاحتلال انتشال القتلى والجرحى من محيط مسجد الزهراء.

وأشارت الكتائب إلى أن العملية بدأت بالاشتباك المباشر مع الجنود داخل النفق، قبل أن يتم تفجيره، ما أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة. هذه التفاصيل أثارت ارتباكًا في صفوف الاحتلال، الذي بات يواجه ميدانًا عسكريًا منظمًا يفوق توقعاته.

لواء رفح: عنوان الصمود العسكري

أمام هذه التطورات، عاد الحديث من جديد عن "لواء رفح القسامي"، الذي يواجه اجتياحًا بريًا منذ أسابيع، دون أن تفلح فرق النخبة الإسرائيلية، بما فيها "الفرقة 36"، في السيطرة عليه أو إخماد مقاومته.

الكاتب والمحلل السياسي سعيد زياد أشار إلى أن لواء رفح "هو الأكثر صمودًا على المستوى العملياتي منذ بداية الاجتياح"، موضحًا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال عاجزًا عن تحقيق أي اختراق جدي، رغم العمليات الجوية والمدفعية المكثفة منذ مايو الماضي.

وأضاف زياد أن هذه المعركة هي الأطول والأعنف في تاريخ الاجتياحات البرية للقطاع، وأن العدو اضطر لاستخدام قانون "هانيبال" -الذي يجيز قتل جنوده الأسرى لتجنب أسرهم- في أكثر من مناسبة خلال المواجهات الجارية في رفح، ما يعكس حجم الإرباك والتخبط داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

إعلام الاحتلال: صورة قاتمة وخيبة أمل

في المقابل، عبّر الإعلام العبري عن حالة الإحباط السائدة. حيث كتب المراسل العسكري في صحيفة "معاريف" آفي أشكنازي أن عملية "القوة والسيف" فشلت في تحقيق أهدافها الأساسية، وعلى رأسها الضغط على "حماس" لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

وأشار أشكنازي إلى أن المقاومة تبنت تكتيكًا جديدًا يعتمد على تجنب المواجهة المباشرة في بعض المحاور مثل موراغ ورفح، مقابل تنفيذ ضربات نوعية موجعة في لحظات مفصلية. ولفت إلى أن "حماس" تدرك القيود الزمنية والإنسانية التي تحدّ من قدرة إسرائيل على استمرار المعركة، خاصة في ظل الحاجة لإدخال مساعدات إنسانية وتراجع القدرة على الاحتفاظ بقوات الاحتياط لفترات طويلة.

فشل في إدارة المعركة ومأزق استراتيجي

هذه التطورات تكشف عن مأزق استراتيجي عميق يواجهه الاحتلال الإسرائيلي، فبينما يحاول جيشه السيطرة على مدينة رفح، تتكبد وحداته خسائر متكررة، وتفشل في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية.

حماس، من جهتها، أكدت أن ما يجري في رفح هو تكرار لنماذج سابقة من الفشل في بيت حانون والشجاعية وخان يونس، حيث تحوّلت "المعركة البرية إلى كابوس يلاحق الغزاة"، مشيرة إلى أن الاحتلال يستخدم الإعلام والتضليل لتغطية عجزه العسكري الميداني.

وفي الوقت الذي يتصاعد فيه القصف الإسرائيلي على رفح ويُسجَّل عدد متزايد من الشهداء والجرحى بين المدنيين، يُظهر الجناح العسكري لحماس قدرة لافتة على استنزاف قوات الاحتلال وإبقاء زمام المبادرة بيده.

نحو مواجهة ممتدة.. والرهان على صمود الميدان

مع استمرار العدوان واستعصاء الحسم، يتجه المشهد في رفح إلى مواجهة طويلة الأمد، عنوانها الصمود والابتكار الميداني. العمليات الأخيرة للقسام كشفت أن المقاومة ما زالت تمتلك قدرة على الإرباك التكتيكي والتأثير الاستراتيجي، ما يضع الاحتلال أمام خيارات محدودة ومعقدة.

وختامًا، يمكن القول إن ما يجري في رفح لا يمثل فقط معركة عسكرية تقليدية، بل صراعًا على الوعي والإرادة والمعنويات، حيث يسقط خطاب الاحتلال أمام تماسك الميدان، ويستمر لواء القسام في رفح كحالة نادرة من القتال العنيد والتكتيك الذكي والمبادرة الفعالة في وجه جيش مدجج بكل أدوات الحرب.

رفح، كتائب القسام، عمليات المقاومة، كمين رفح، تفجير نفق رفح، الياسين 105، خسائر جيش الاحتلال، الفرقة 36 الإسرائيلية، حي الجنينة رفح، مسجد الزهراء رفح، لواء رفح القسامي، فشل الاحتلال في غزة، عمليات نوعية، صمود المقاومة، تفكيك رفح، نتنياهو، قانون هانيبال، تحليل عسكري غزة، حماس، الحرب على غزة، ميدان رفح

موضوعات متعلقة