دولة الإمارات تعاقب ”هاني بن بريك” بطريقة مهينة وقاسية

أثار القيادي البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي " هاني بن بريك " ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات السوشال ميديا، عندما نشر تغريدة على منصة " اكس" قال فيها (( أنا جنوبي سعودي إماراتي )) ، وأثارت هذه التغريدة التساؤلات بين الناشطين ورواد مواقع التواصل عما إذا كان هاني بن بريك قد حصل على الجنسيتين السعودية والإماراتية، والحقيقة ان هذا التساؤل ما كان ينبغي ان يطرح لأن الامارات والسعودية لا تسمح قوانينهما بالازدواجية الجنسية وهاني بن بريك يعلم هذا الأمر قبل الجميع ، فلماذا قال هذا الكلام في تغريدته؟
الحقيقة انه فقط أراد أن يعلن أن ولائه التام ليس لبلده اليمن، وإنما هو يمنح ولائه المطلق لدولة الإمارات، وهو يعتقد انه حين يفعل ذلك سيزداد قربا من القيادات الإماراتية، لكن الأمور لا تسير بهذه الطريقة، فهذا يجعل منه أضحوكة ليس فقط للشعبين الإماراتي واليمني، وإنما سيجعله عرضة للسخرية والاستهجان من قبل كل الشعوب العربية.
هاني بن بريك من الأشخاص الذين يحبون الظهور الإعلامي، ولا يمر أسبوع بالكثير إلا ونراه يتحدث في وسيلة إعلامية، أو ينشر تغريدات أو تصريحات على منصة فيسبوك ، لكن بعد التغريدة التي قال فيها انه سعودي وإماراتي، والتي كانت قد نشرت منذ فترة طويلة، لم يعد يسمع له أي صوت وصمت صمت القبور، ولا أعتقد انه التزم الصمت لأنه يحب الهدوء وعدم الثرثرة، بل هناك من ألجمه وكتم صوته ومنعه من الثرثرة التي تسيء إليه قبل أن تسيء للأخرين.
نعلم ان كثير من القيادات والأحزاب اليمنية تتلقى الدعم والمساعدة من هذه الدولة أو تلك، فمثلا دولتي قطر وتركيا تدعمان جماعة الاخوان وتساندان حزب التجمع اليمني للإصلاح، لكننا لم نشاهد أحد قيادات الإخوان يلبس العقال القطري أو يضع صورة لأمير قطر على صدره ويرفع العلم القطري على الجهة الأخرى من الصدر، ولم نشاهد أحد منهم يضع على رأسه الطربوش التركي أو يزينون صدورهم بصورة أردوغان، فهذا شيء ممجوج ولن يقبل به لا أمير قطر ولا الرئيس التركي أردوغان، لكن بعض قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، وخاصة "هاني بن بريك" يفعل ذلك، فيرتدي الثوب الإماراتي، ويضع على صدره العلم الإماراتي وصورة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
هذا التصرف الأرعن الذي يدل على حماقة وطيش، ويعكس الجهل السياسي يزعج الإماراتيين والقيادة الإماراتية، ولذلك كان لا بد من وضع حدا لهذه المهزلة، فكان القرار الذي أصدرته الإمارات مؤخرا، وهو قرار حكيم ودرسا لكل عابث ومحتال يدعي أنه إماراتي ليقف عند حده ولينسب نفسه للبلد التي ينتمي إليها ويتحدث بلهجتها فليس كل من لبس الثوب الإماراتي أو تحدث بلهجتها يعني انه إماراتي الجنسية ، وهذا درس قاس ومؤلم ومهين للقيادي " هاني بن بريك".
فقد أصدرت الإمارات قرارا حاسما يمنع غير الإماراتيين التحدث باللهجة الإماراتية في وسائل الإعلام، وبموجب القرار لإنه يسمح فقط لمواطني دولة الإمارات بالتحدث باللهجة الإماراتية في القنوات المتعددة، وكشف عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس الإمارات للإعلام، أنه تم تطبيق سياسة جديدة قبل نحو ثلاثة أشهر، تنص على أنه لا يجوز لأي شخص التحدث عن أي مشروع باللهجة الإماراتية إلا إذا كان إماراتياً ويرتدي الزي الوطني، وذلك لضمان نقل الهوية الصحيحة للمجتمع الإماراتي.