حقيقة طلب دمشق من الفصائل الفلسطينية مغادرة سوريا.. إليك التفاصيل

في تطور مفاجئ، تداولت وسائل إعلام عربية وحسابات على منصات التواصل الاجتماعي أنباء حول إصدار الحكومة السورية قراراً يقضي بطلب مغادرة الفصائل الفلسطينية التي كانت متحالفة مع النظام السوري في السابق، خصوصاً تلك التي كانت جزءاً من "التحالف"، وهو تحالف ضم فصائل معارضة لمنظمة التحرير الفلسطينية. الحديث عن القرار كان محاطًا بالتكتم، ولم تتوفر تفاصيل واضحة حول التوقيت أو الأسباب.
بحسب تقارير خاصة من داخل أحد الفصائل المحسوبة على "التحالف"، فإن تلك الأنباء لم تكن دقيقة، حيث أكد المصدر أن الحكومة السورية طلبت من الفصائل إغلاق مكاتبها ومواقعها في الأراضي السورية، دون أن يتم طلب مغادرتها نهائيًا. وتعتبر هذه الخطوة خطوة هامة قد تثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل هذه الفصائل والعلاقات الفلسطينية السورية في المرحلة المقبلة.
الفصائل الفلسطينية وتحالفاتها مع دمشق: التاريخ والمستقبل
تعرف الفصائل الفلسطينية التي كانت جزءًا من التحالف بأنها كانت مؤيدة لدمشق، حيث انضمت لهذا التحالف في التسعينات من القرن الماضي. هذا التحالف كان يعارض مسار التسوية الذي اعتمدته منظمة التحرير الفلسطينية لتحقيق السلام مع إسرائيل، وكان أبرز الفصائل فيه مثل "الجبهة الشعبية - القيادة العامة"، "فتح - الانتفاضة"، و"جبهة النضال" وغيرها.
وفى سياق الحديث عن القرار السوري، أشار أحد المصادر إلى أن الفصائل الفلسطينية، وبخاصة تلك التي شاركت في الحرب السورية، كانت تتوقع اتخاذ إجراءات مشابهة من قبل الحكومة السورية، خاصة في ظل المتغيرات السياسية الراهنة بعد انهيار النظام السابق. كما أكد المصدر أنه لم يتم تحديد أي موعد دقيق لتنفيذ القرار.
قرار إغلاق المكاتب وليس طرد الفصائل
أوضحت التقارير من داخل أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت أيضًا متحالفة مع النظام السوري، أن الحديث عن مغادرة الفصائل لأراضي سوريا ليس دقيقًا. وقال المصدر إن ما تم طلبه هو إغلاق مكاتب الفصائل وليس طردها. وأضاف المصدر أن الفصائل الفلسطينية، خاصة تلك التي شاركت في الحرب السورية مثل "القيادة العامة" و"الصاعقة"، وكذلك حركة حماس، طلب منها إغلاق مكاتبها في سوريا.
ورغم ذلك، أبدى المصدر بعض الشكوك حول أن تقوم دمشق فعلاً بطلب مغادرة الفصائل الفلسطينية في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن الأمر يتطلب التنسيق بين الدول العربية والإقليمية لاستقبال تلك الفصائل في دول أخرى، خاصة في ظل وجود هذه الفصائل بشكل قوي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
الزيارة الأمريكية وتأثيرها على السياسة السورية
من جانب آخر، يعتقد البعض أن التغيير في سياسة دمشق تجاه الفصائل الفلسطينية قد يكون مرتبطًا بالزيارة الأخيرة لوفد الكونغرس الأمريكي إلى سوريا. التصريحات التي صدرت عقب الزيارة حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقات "أبراهام" قد تكون لها علاقة مباشرة بتوجهات الحكومة السورية الجديدة. في هذا السياق، يذكر أن أحمد الشرع، الذي يشغل منصب وزير الخارجية، كان قد صرح بعد سقوط النظام السابق أنه سيتم حل جميع الفصائل المسلحة، بما في ذلك الفلسطينية، وإعادة السلاح إلى الدولة.
وبالفعل، كان قد تم تسليم الفصائل الفلسطينية معسكراتها وأسلحتها لأجهزة الأمن السورية بعد تواصل أحمد الشرع مع ممثلين عن الفصائل في مخيم اليرموك في ديسمبر الماضي.