• الرئيسية
• المشهد الدولي

في تكرار مرعب لحرائق عام 2021، استيقظت جبال القدس اليوم الأربعاء على مشهد كارثي جديد، بعدما اندلعت حرائق هائلة في غابة إشتاؤول قرب بلدة مسيلت تسيون، ما أدى إلى إصابة 12 شخصًا بحالات اختناق، وتسبب بحالة من الذعر بين السكان، وإغلاق طرق رئيسية وسط محاولات مضنية من طواقم الإطفاء لاحتواء الكارثة.

الحرائق التي تصاعدت بوتيرة سريعة دفعت هيئة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية إلى تفعيل حالة الطوارئ القصوى، المعروفة بـ"أمر اللهيب الأحمر"، وهي أعلى درجات الاستنفار لدى الجهاز، بسبب سرعة انتشار النيران وصعوبة السيطرة عليها في ظل رياح قوية تعصف بالمنطقة.

ووفقًا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد تم تسجيل 12 إصابة على الأقل بحالات اختناق، فيما أُغلقت الطرق المؤدية إلى المنطقة، وعلى رأسها الطريق السريع رقم 1 الرابط بين القدس وتل أبيب، بعد أن علِق عدد من السائقين وسط سحب الدخان الكثيف، واضطر بعضهم إلى الفرار سيرًا على الأقدام وترك سياراتهم خلفهم.

فرق الإنقاذ هرعت إلى المكان، وتمكنت من انتشال تسعة أشخاص كانوا محاصرين داخل مركباتهم، فيما احترقت عدة سيارات بشكل كامل دون تسجيل إصابات بداخلها. كما تم إجلاء سكان عدد من التجمعات السكنية المهددة بالنيران، بأوامر من الشرطة، وسط تحذيرات من أن الحريق يشكّل "خطرًا حقيقيًا على سلامة الجمهور".

المشهد تصاعد سريعًا نحو طابع الأزمة القومية، حيث نقلت "القناة 12" الإسرائيلية عن الوزير يسرائيل كاتس قوله: "نعيش حالة طوارئ قومية ويجب بذل كل الجهود الممكنة للإنقاذ والسيطرة على الحرائق"، كاشفًا عن صدور أوامر لرئيس الأركان لتجنيد الجيش في دعم عمليات الإطفاء.

وفي ظل تعاظم المخاوف من تمدد النيران إلى مناطق مأهولة، وجّهت إسرائيل طلبات عاجلة للمساعدة الدولية، وتواصلت مع كلٍّ من قبرص، واليونان، وكرواتيا، وبلغاريا، وإيطاليا للحصول على طائرات متخصصة في إخماد الحرائق، بالتوازي مع استدعاء سلاح الجو الإسرائيلي للمشاركة في العملية.

مقاطع الفيديو التي انتشرت سريعًا عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وثّقت لحظات الرعب التي عاشها السائقون، وهم يفرون من ألسنة اللهب التي طوقت الطرق بشكل مفاجئ. مشاهد الحرائق الضخمة أعادت إلى الذاكرة حرائق عام 2021، التي استمرت لأيام طويلة وخلّفت دمارًا واسعًا في جبال القدس، واضطرت حينها إسرائيل إلى طلب دعم دولي مماثل.