36 خطوة فقط... هل تكشف سر مقتل الشرطي الأمريكي؟

في مشهد درامي داخل قاعة المحكمة الأمريكية، تحوّلت بيانات تطبيق صحي على هاتف ذكي إلى دليل محتمل في جريمة قتل معقدة، تتعلق بسيدة تُتهم بدهس صديقها الشرطي السابق بسيارتها، بعد ليلة مشحونة انتهت نهاية مأساوية. القضية التي هزّت بوسطن منذ عام 2022، قد تتغيّر ملامحها كليًا بسبب 36 خطوة فقط سجّلها جهاز الضحية.
صديقها أم قاتلتُه؟ قصة كارين ريد وجون أوكيف
المتهمَة في هذه القضية تدعى كارين ريد، وهي في قفص الاتهام بسبب اتهامها بدهس صديقها جون أوكيف بسيارتها، بعد أن أوصلته إلى حفلة في منزل أحد زملائه. عُثر لاحقًا على جثة أوكيف ممددة في فناء المنزل الأمامي وسط ظروف غامضة. ريد، التي أقرت بقيادتها تحت تأثير الكحول، قالت خلال التحقيق: "نعم، شربت بعض الكحوليات، لم أفقد الوعي، لكن لم أكن في كامل وعيي كمن ينام باكرًا ويحتسي الشاي."
36 خطوة أخيرة... ثم صمت الجهاز
ما لفت انتباه الادعاء هو تحليل هاتف أوكيف الذكي، الذي أظهر أنه سار 36 خطوة فقط بالقرب من المنزل، بحسب خبير الأدلة الرقمية إيان ويفين من شركة Cellebrite المتخصصة في تحليل البيانات. وأكد الخبير أن الهاتف توقف عن تسجيل أي نشاط بعد تلك الخطوات، بل بدأت درجة حرارة البطارية في الانخفاض تدريجيًا، مما يشير إلى أن أوكيف لم يدخل المنزل قط، بل بقي خارجه حتى لحظة وفاته.
مواجهة بين الادعاء والدفاع حول الأدلة الرقمية
في المقابل، شنّ فريق الدفاع هجومًا قويًا على تحليل البيانات الرقمية، معتبرًا أن هذه الأدلة "غير موثوقة" وأنها قابلة للتأويل، مشيرين إلى أن الخطوات المزعومة لا تعني بالضرورة أن أوكيف لم يدخل المنزل. بل ذهب الدفاع إلى ما هو أبعد من ذلك، مدعيًا أن الضحية تعرّض لهجوم مميت من داخل المنزل، وربما على يد زملائه من الشرطة، وهو ما يُثير احتمال وجود مؤامرة وتلاعب بالأدلة.
قضية لا تزال مفتوحة... والأدلة تتصارع
حتى اللحظة، لم تُحسم القضية، ولا يزال الرأي العام في بوسطن مشدودًا إلى كل تطور جديد. هل كانت كارين ريد ضحية ظرف سيئ وقيادة تحت تأثير الكحول؟ أم أنها مذنبة فعلاً بقتل صديقها؟ وهل يمكن لبيانات هاتف ذكي أن تُحسم مصير إنسانة في قضية جنائية؟ تبقى الإجابة في يد المحكمة، لكن المؤكد أن هذه الخطوات الـ 36 قد تكون الأكثر جدلًا في عالم التحقيقات الرقمية.